الأربعاء، 8 نوفمبر 2023
الشاعر / أحمد علي سليمان عبد الرحيم > النص / تضحية
الشاعر / أحمد علي سليمان عبد الرحيم
النص / تضحية
تم النشر برقم 841 بــ مجــلة شعــراء العــرب الأدبيــة
العدد الرابع و الثمانون الصفحة الأولى
★★ــــــــــ★★ ـــــــــ★★
أرسلَ الغيثُ إلى الخيمة بَردا
وضجيجاً لم يُذِق عينيّ رَقدا
بدأ الأمرُ رَذاذاً ، ثم غالى
والسماءُ أرسلتْ بَرقاً ورَعدا
وكأن الجوَ يَغزوهُ دُخانٌ
بعد أن فاضتْ سماء الكون ثَردا
وأنا في خيمتي أنشدُ دِفئاً
أو هدوءاً من غِياثٍ يتحدى
ليس عندي مِن غِطاءٍ أو كِساءٍ
إنما شَعرٌ كسا لحماً وجلدا
ليس عندي مِن فِراش أو سَرير
للذي ألقاه جَبراً يتصدّى
أبتلى بالغيث إن فارقتُ كهفي
وأعاني - إن سكنتُ الكهفَ - بَردا
أنا في الحالين مِسكينٌ بَئيسٌ
وصديقي قد أناط الجِيدَ قِدا
لم أذقْ في الصيف ضَنكاً أو عذاباً
لم يُعانِ الجسمُ عبْر الليل سُهدا
خيمتي قد أحْكمتْ إلا ثقوباً
كي أرى لصاً على الدار تعدّى
فإذا بي أنظرُ النارَ تلظتْ
ولظاها يَغمرُ الأجواءَ صَهدا
مطبخ الأهلين أرداه احتراقٌ
ليتني أسْطِيعُ للإحراق خمدا
وصديقي غط في نوم عميق
وغدا الأهلون للنيران صَيدا
كلهم ناموا ، وطعمُ النوم عذبٌ
ليتني بالنبْح قد أسمعتُ فردا
بُح صوتي مِن نباح ليس يُجدي
رغم أن الجسم عانى منه رَجْدا
قلتُ أعْلي الصوت علّ الرأسَ يصحو
علّني للنوم ذا أختط حدا
علّني أنقذ بيتاً مِن جحيم
أو أناساً بيتُهم أصبحَ لحدا
علّني أفدي صديقاً صان وُدّي
حيث كنتُ عنده ضيفاً مُفدّى
مثلما قد صان وُدّي أفتديهِ
والصديقُ المُفتدى مَن صان وُدا
وأنا قطعتُ سَيراً عاق خطوي
ما استطعتُ قط أن أخمد وَقدا
وانطلقتُ كي أفيق الخِل قسراً
وهْو غافٍ ، ليته يُدرك قصدا
واستفاق الخلُ ، لكنْ بعد لأي
وانبرى يُنقِذ أملاكاً ووُلدا
شاكراً فضلي ، ولم يُنكرْ جميلي
بعد إنجاز بذلتُ فيه جُهدا
وارتأى الأهلون في البلوى وفائي
وي كأني في الوفا أوتِيتُ رُشدا
إنني أخلصتُ إذ هم أنقذوني
وأنا كم حُزتُ بالإخلاص مجدا
هكذا الدنيا عطاءٌ بعد أخذٍ
وأنا مذ أخلصوا أعطيتُ عهدا
أنْ أرد الصاعَ صاعين احتساباً
وعلى هذا لهم أعطيتُ وعدا
عيشُنا بين البرايا مثلُ بحر
جَزرُه مهما حَلا يُعْقِبُ مدا
هل لبحر في الدنا أيُ ثباتٍ؟
وأرى العيشَ مِن البحر أشدا
هل وعى الدرسَ الذي بينتُ نذلٌ
حسِبَ العيشَ على الأخذ مُعَدّا؟
لم يعشْ يبذلُ للآنام خيراً
وله لم نلق في الخذلان نِدا
هل وعى الدرسَ أنانيٌ بخيلٌ
عنده العيشُ استوى أخذاً ورَدا؟
هل وعى الدرسَ فضوليٌ خسيسٌ
عنده العيشُ استوى ذماً وحمدا؟
إن للمعروف بين الناس سَمتاً
ليس يأتيهِ خبيثُ الطبع حِقدا
ولفعل الخير شاراتٌ وناسٌ
وله الأوباشُ قالوا: صاح بُعدا
وكذا الإحسانُ لا يأتيه إلا
مُحسنٌ للبذل والجود استعدا
كفه تُعطي وتُقري في سخاءٍ
إنه لله والمسكين مُدا
يرتجي الأخرى ، وللجنات يسعى
رَب وفقْ للهُدى والخير عبدا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق