الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

الشاعر القدير الأستاذ / Osama Fouad > النص : حكايتي انا oody moon : ( حكاية الأمس البعيد التي عادت وسكنت يومي )




الشاعر القدير الأستاذ / Osama Fouad

النص : حكايتي انا oody moon

( حكاية الأمس البعيد التي عادت وسكنت يومي )

تم النشر بــ Magazine alshueara' alearab برقم 220

....................

غريبة انت عن قلبى وعن سمعى ..رغم انك كنت يوما الحب ...كل الحب

ورغم اننى ما تصورت لى حياة بدونك ورغم انى عشقت العذاب والحيرة معا عندما افتقدتك

اذكر خطواتى الضائعة التائهة فى الشوارع وفى ليل الاحياء ..

كنت كأننى ابحث عنك ..رغم يقينى اننى لا يمكن ان اجدك ...لأنك تركت الشوارع وكل الأحياء

وذهبت بعيدا بعيدا ..رغم ذلك لا تغيب صورتك عن عينى ولا يموت الأمل فى قلبى ولا ينتصر اليأس على احلامى

..اقول لنفسى لا يمكن ان يكون هذا هو اللقاء الأخير

سوف يأتى يوم وهو لابد ان يأتى قريبا او بعيدا واجدك فية امامى

واسند رأسك الى صدرى لتسمعى مزيج الحنين والعذاب والألم والحلم والأمل فى نبض قلبى ...

اقول ان ما كنت اراة فى عينيك لا يمكن ان يضيع ومهما كانت الأسباب ..

لأن الحب اقوى من كل الفواصل والمسافات والحواجز

اقول اشياء كثيرة وقد ظللت اقولها لك ولنفسى اياما طويلة ..واذا كنت تريدين الدقة فى الحساب

..اقول ان هذا قد حدث لاكثر من شهور ...بل اننى تعودت ان اذهب بعينى حيث مرت اناملنا ..

اذهب الى هناك فى نفس موعدنا

......وانصرف فى نفس الموعد الذى تعودنا ان نترك فية صفحاتنا واماكن لقاءنا

لأنك لابد ان تعودين الى بيتك فى موعد معين ...وخلال الأيام الأخيرة من فترة الأمل والعذاب

تعودت ان اكتب لك ولى لأنك لا تأتين .....

لماذاا ذهبت ..لماذا اخترت البعاد والغربة

ولماذا فضلت ان تمزقى كل الخيوط مرة واحدة

لماذا انت قاسية عليك وعلي ....لماذا يا من كنت كل الحب ؟

..انت تعرفين ان من عاداتى ان احمل همومى فى قلبى ..اطوى عليها ضلوعى فلا يعرفها بشر

..لكنك بعدما اخترت طريقا ثالثا بين الامل واليأس ..اضطررت ان افتح هذا القلب امام الاخرين

وان اسند رأس همومى على كتف صديقة ...

فى البداية لم تصدق ...ان خلف هذا الصمت قصة حب وعذاب ..وكان هذا ما يعذبنى

انت ايضا تصورت ان قلب الصامت لا يعرف معاناة الحب

وان ليل الكبرياء ليس فية جراح ودموع .....وليس الدموع لك وحدك

اننى وجدتك تتخذين القرار وتتركين لى الموقف

ولم يكن موقف خيار ..لأنك كنت قد قررت الرحيل ورحلت بالفعل

وكنت اقول ان الحب اقوى واكبر وانه سوف ينتصر عليك وعلى قرارك ويدفعك الى العودة

....ولأنك سوف تدركين بعد قليل ان الرحيل ليس شفاء من الحب بل ربما الرحيل ..

هو اضافة الى نيران الحب لتصبح اكثر اشتعالا ...وانا اعرف فيك العناد المجنون

..ولذلك تخيلت ان يدفعك الحب الى ان تعاندى نفسك مرة اخرى وتعودى .....

نعم فقد عاندت نفسك عندما اتخذت قرار الرحيل ولكن يبدو انك قد طرحت خلف ظهرك لعبة العناد

واستسلمت لمقادير مجهولة وهى وحدها التى تحكم وتتحكم ......

انتظرت وطال الانتظار ..

ومكثت ابحث عنك بين وجوه النساء بغباء

ربما لأن عينى كانتا ترفضان التوقف عند اية امرأة اخرى ...

كانتا تخشيان ان تكونى قريبة منى فى اى وقت من الأوقات فلا استطيع ان اراك لأننى مشغول بالبحث عنك فى وجوة الاخريات ..

ولم اجدك وعدت الى بيتى وانا احمل هموما ثقيلة فى قلبى ....

ولم اعد ذلك التائه الذى يبحث ويتعذب بنار الفقدان ولكنى اصبحت ذلك الحزين الذى يشفق على الحب من عناء العناد

لقد كنت احب عنادك من قبل ..لأن فيه براءة طفولة وفيه نضج شخصية

هذا المزيج كان يسعدنى ..كان يدغدغ اوصالى ..وكنت احيانا اثيرك بحثا عن هذا العناد ..

ولكن الان وفى هذا الوقت بالذات كرهت عنادك وكنت اتمنى ان اراك لمدة لحظات ...لاقول لك رأيى هذا

...ولكنى كنت اعرف انك بعيدة وان مثل هذة الامنية لن تتحقق ..

كما لو كنت قد التقيت بك واتفقنا على ألا نتفق او نلتقي ...وان يكون الوداع فراق بلا موعد

..الأن فقط احسست ان الجراح بدأت تندمل وان اللهفة عليك لم تعد كما كانت ...

لم يبق منك الا صورة العنيدة ..وهكذا حاولت ان اقنع نفسى اننى شفيت منك فى وقت كنت تظنين انك

....تزيدين من الامى وربما ايضا تعززين مكانتك عندى ...ولعل هذا يكشف لك السر ...

انك عندما كتبت الى رسالة فيما بعد ..اهملت الرد عليك ...

ليس لأن كلماتك تقليدية منذ سطورها الأولى حتى سطرها الأخير

ولكن لأنك قد انتقلت الى امرأة على الهامش

وفارق كبير بين امرأة محبوبة ..وبين امرأة تعيش على الهامش ..فارق كبير بين ما كنتِ وما اصبحتِ انت عليه عندي

...ولعلك شعرت بذلك ولكن لأنك كنت قد اخترت اسلوبا معينا فقد عز عليك ان ترى الحقيقة وعز عليك ايضا ان تتخلى عن عنادك ..

تصورتِ ان مثل هذا الموقف هو بمثابة الهزيمة ...مع انة فى الحب لا غالب ومغلوب

...لكن يا عنيدة كيف كان يمكنك ان تفهمى ذلك فى الوقت المناسب ...

من اجل ذلك انتقلت صورتك المنقوشة من فوق سطور رسائلك الى احد ادراج النسيان

لم تعد فى بؤرة العين والقلب ...وكان طبيعيا ان ننتقل الى اللاوجود ...

وكان حتما ان تتلاشى ملامح الصورة شيئا فشيئا ليصبح ذلك الذى كان بيننا فى يوم من الايام مجرد ذكريات

....ولم يعد يوقظ هذة الذكريات الا لقاء مع صديقة على دراية بما كان بيننا

لقاء يأتى صدفة ويتدرج فيه الحديث عنك لتكون هى البادئة بالكلام ولست انا

...كنت استمع اليها كأنها تتحدث عن فتاة لا اعرفها ...

مجرد قصة لا اكاد انتهى من سماعها حتى تضيع من الذاكرة تماما كما ضاعت صاحبتها من قبل

...بكل مافيها وبكل ما كان لها

....وجاء يوما كتبت فية الاقدار فصلا جديدا ...................كان حديث تليفونى ولم اصدق ..

ولم اكن انتظره واكتشفت فعلا انك غريبة عن قلبى وفى سمعى ..

اكتشفت ان من الخيانة ان اسمح لك بالاستطراد او يكون بيننا همس ..

حتى ولو كنت تسعين من وراء هذة الهمسات الى ان تفتحى قلبك وتنثرى مشاكلك واعذارك بين يدى

..نعم فحتى الصداقة بيننا مرفوضة ....لأنها ليست صداقة بريئة

انها صداقة لها تراث عاطفى يمكن ان يقودنا الى طريق الاشواك وانا لا اريد ان امشى فى طريق الاشواك ثانية

......عذرا اذا كنت احترمت كبرياءك فوافقت على ان نلتقى على صفحات الرسائل ..

لأننى نسيت تلك الصفحات الخاصة ..

والذى لا ادرى لماذا اخترت تلك الصفحات بالذات الا اذا كنت قد اتخذت قرارا بأن توقظى ..ذكريات قديمة

ولكن للاسف ..قرارك قد جاء متأخرا ولست انا الذى التزم بأن ادفع ثمن اخطاءك ...

وان عليك ان تتحملى وحدك وزر الاخطاء وان تبحثى لحياتك عن طريق جديد مثل الذى اخترته ...

ليس فيه انا وليس فية ذلك الحب الذي كان وانتهى ...

......

.....

......انت الأن ذكرى ...مجرد ذكرى وانا ايضا يجب ان اكون بالنسبة لك هذة الذكرى

....والذكريات ليست طريقا للمستقبل ....ابدا ابدا

......

بقلم

أسامه فؤاد

....

٢٠١٠

تم التوثيق بـ عشاق الكلمة لتوثيق القصائد والخواطر

برقم 3514 بتاريخ 04 / 08 / 2020م

https://www.facebook.com/oshaq.elkelmaa/


رابط النص بـ ملتقى الشعراء والمبدعين العرب

https://www.facebook.com/groups/784676328598944/permalink/1198351520564754/

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق