الأربعاء، 16 يونيو 2021

الشاعر القدير الأستاذ / Ammar ElArbi > النص : وصايا للنسيان

 

 


 

الشاعر القدير الأستاذ / Ammar ElArbi

النص : وصايا للنسيان

تم النشر بــ Magazine alshueara' alearab برقم 478

العدد الثامن والأربعون الصفحة الأولى

★★ــــــــــ★★ ـــــــــ★★

" وصيّة الميت تحت راسه"

مثل شعبي تونس

..............  

إذا الموتُ جاء كَذِئْبٍ مُخاتِلْ

لِيُنْهي فُصولَ مغامَرةٍ مُلْغِزَهْ

فَسَوْف أقولُ : تَمهّلْ

فَما عِشْتُ حتّى تهونَ عليّ الحياةُ

بِرغْمِ مَرارَتِها المُجْحِفَهْ

و في النّفْسِ تَوْقٌ لِدُنْيا جديدَهْ

و أحلام لا يكفي عُمْرٌ

لِنَبْلُغَ أدْنَى سواحلِها المُبْهِجَهْ

و كلّ القضايا التي عِشْتُ مِنْ أجْلِها لا تزالُ

مغاليقُها مُحْكَمَهْ

فَلا القدْسُ أعْقَبَ فيها أزيزَ الرصاصِ هديلُ الحَمامِ

و زغردَتِ الأمهاتُ ابتهاجًا بِعُرْسٍ

بِدونِ دماءٍ و لا جثثٍ يُعفّنها الحجْزُ بالمشرحَهْ

و لا العِلْمُ مثل الطعامِ و مثل الدواءِ

غدَا للحميعِ مُتاحًا

بِلا تَفْرِقَهْ

و لا الدّينُ أصبح عقدًا مع الربّ يُعقَد دون وصيٍّ

يُحِلّ دمَ مَنْ يخالفُهُ الرأيَ للقَتَلَهْ

و لا الحبّ أصبح مثل الهواءِ أساسَ الحياةِ

بِنَسْماتِهِ المنعشَهْ

فيا موتُ لا تتعجّلْ

فَفِي البالِ أكثرُ مِنْ مَعْمَعَهْ.

و لكنْ اذا غار صوْتي بِأعْماقِ صدري

كَدَلْوٍ يغوص بِأعماقِ بِئْرٍ

فلا همْسَ يبقَى و لا حشْرَجَهْ

و من تحت رأسي أزالوا الوسادهْ

فَمال و صار كَفاشِكَةٍ مُهْمَلَهْ

و عيْنايَ أصبحتا كُجّتيْنِ

كَأعْيُنِ مَيْتِ السمَكْ

تظلّ على الشطّ غائرةً مُطْفَأهْ

فلا تذرفوا الدمعَ

لا تلطموا الخدَّ

لا تُحْدثوا جَلَبَهْ.

دعوني أغطّ بِنَوْمٍ عميقٍ

حلمتُ به من زمانٍ بعيدٍ

و لا تخرقوا الصمْتَ بالوَلْوَلَهْ

و لا تَدَعُوا داعشيًّا

يرتّل آيًا من الذكْرِ بالبيتِ و المقبرَهْ

و لا تسْمَحوا أنْ أُؤبّنْ

بما اعتدْتُمُ من مُعادِ الكلامِ

عنِ البذْلِ و التضحيَهْ .

و إنْ هِيلَ فوقي الترابُ

و خلّفْتُموني حبيسَ اللّحودِ

بِجبّانةٍ مُقْفِرَهْ

فلا تتْركوا خلْفكمْ أحدًا

يُلَقّنُني ما أجيب به الملَكيْنِ

فلا اللّغْطُ يُجْدي و لا الهَمْهَمَهْ .

دعوني و ربّي بلا واسطَهْ

عسَى رحْمَتُهْ

تغلب شِدّتَهْ

فَيَمْنَحُني المغفرَهْ

و لا تطبخوا كُسْكُسًا يوم فَرْقي

فإني أعدّه أشْهى طعامٍ

لِقوتِ العيالِ و للمأدبَهْ.

....................

الفاشكة : قارورة غالبا ما تُغلّف توضع فيها السوائل كماء الزهر

بقلم

عمار العربي الزمزمي

الحامة، تونس، اكتوبر2016

من ديواني " حديث سقوط المدائن"

 

يسعدنا مشاركتكم معنا ووضع لايك للفيديوهات التي وضعت بالقناة

بالضغط على رابط قناة ملتقى الشعراء والمبدعين العرب على اليوتيوب

https://www.youtube.com/playlist?list=PLSUGt4T3rT4ZToGavfJ_o-47iBzzbYFr_

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تسعدنا زيارتكم بالمرور على المنشورات التي تم نشرها

على الموقع الخاص بنا على تويتر بالضغط على الرابط

https://twitter.com/khaleda33127243

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم توثيق النص بـ عشاق الكلمة لتوثيق القصائد والخواطر

برقم 3824 بتاريخ 16 / 06 / 2021م

التوثيق خاص

بـ أعضاء ملتقى الشعراء والمبدعين العرب فقط

https://www.facebook.com/oshaq.elkelmaa/

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم نشر النص بــ مجــلة الــرواد

https://www.facebook.com/magazine.rwad/

ــــــــــــــــــ

رابط النص بـ ملتقى الشعراء والمبدعين العرب

https://www.facebook.com/groups/784676328598944/permalink/1463042760762294/

 

::::::::::::::::::::::::::::::::::::

خاص بقناة ملتقى الشعراء والمبدعين العرب على اليوتيوب

 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق